***كن إيجابيا

***الدرستُعَلِّمُنا التَّجارِبُ الحَياتِيَّةُ أَنَّ المَنْطقَ السَّليمَ فى التَّعامُلِ مَعَ المُشْكِلاتِ يقتضى ألا نَغُضَّ الطَّرْفَ عَنْها، وألا نَتْرُكَها حَتَّى تَسْتَحوذَ عَلى حَياتِنا؛ومِنْ ثَمَّ تؤدي إلى القَضاء عَلَيْنا وَعَلى طُموحِنا و ألا نستخفَّ بالمُشْكِلَة الَّتي تَحْدُثُ قَريباً مِنَّا؛ لأنّه مِنَ الُمْمكِنِ أَنْ تُؤَثِّر َفينا نَتائِجُها لاحِقاً، ومِنَ الأَوْلَى أَنْ نَقِفَ مَعَ مَنْ حَوْلَنا فى مُشْكلاِتِهم،ماداموا فى حاجَةٍ إِلَيْنا.فَهَذا الفَأْرُ الَّذي كَانَ يَحْيا حَيَاةً رَغيدَةً في المَزْرَعَةِ هَبَّتْ عَلَيْهِ ضائقة، أَزْعَجَتْ حَياتَهُ، وأَذْهَبَتِ اطمئنانَهُ؛ فَأَخَذَ يَهْذِى كَالمَجنونِ في أرْجاءِ المزْرَعَةِ وَهُو يَصيحُ: لَقَدْ جاءوا لي بِمَصْيدَةٍ للِفِئْرانِ، هَيّا يا أصْدِقائي في المزْرَعَةِ أنْقِذوني. وعِنْدَئِذٍ صاحَتِ الدَّجاجَةُ وقالَتْ:اسمَعْ أيُّها الفَأْرُ هَذِهِ مُشْكِلَتُك أنْتَ َلا تُزْعِجْنا بسِماعِ صَوْتِك.وعِنْدَئِذٍ تَوَجَّه الفَأْرُ إِلى الخَروفِ وقَالَ: الحَذَرَ الحَذَرَ؛ ففي المزرعة مَصْيَدةٌ، ساعِدوني.فابْتَسَم الخَروفُ وقالَ: إنَّك المَقْصودُ بالمصْيَدَةِ، فلا تُقْلِقنا.وهُنَا لَمْ يَجِدِ الفَأْرُ مَناصاً مِنَ الاسْتِنجادِ ِالبَقَرَةِ، الَّتي قَالَتْ بِاسْتِخفافٍ: هأ هأ فى مزرعتنا مَصيدةٌ!عِنْدئذٍ قَرَّرَ الفَأْرُ أَنْ يَتَدْبَّرَ الأمْر بِنَفْسِهِ، وأن يتجنَّبَ الوقوع فيها، وَابْتَعَدَ فى سَيْرِهِ عَنْ مَكانِها، ونَامَ بَعْدَها قَرِيرَ العَيْنِ ، وَفَجْأَةً شَقَّ سُكونَ اللَّيلِ صَوْتُ إِطْباقِ المَصْيَدَةِ عَلَى فَريسَتِها، وَهُرِعَ الفَأْرُ إلى حَيْثُ المَصْيَدَةِ، فَإذا بِهِ يَرَى ثعْباناً يَتَلَوَّى بَعْدَ أَنْ أَمْسَكَتِ المَصْيَدَةُ بِهِ، وأَحْكَمَتْ أَطْرافَها عَلَيْهِ، وَحَدَثَتْ جَلَبَةٌ في المَزْرَعَةِ؛ الأمر الَّذى عَجَّلَ بِقُدومِ زَوْجَةِ صَاحِبِ المَزْرَعَةِ الَّتي حَسِبَت أَنَّ الفَأْرَ قَدْ وَقَعَ فى الفَخِّ، وَفَى ظَلامٍ دَامِسٍ أَمْسَكَتْ بالمصيَدَةِ، فَعاجَلَها الثُّعبانُ بِعَضَّةٍ سَامَّةٍ نُقِلَتْ عَلى أَثَرِها إِلى المُسْتَشْفى؛ وَلَمَّا كَانَ المَريضُ يَحْتاجُ إلى العِنايَةِ والغِذاءِ والإنْفاقِ، فَقد قَامَ صَاحِبُ المَزْرَعَةِ بِذَبْح الدَّجَاجَةِ لِغِذاءِ زَوْجَتِهِ، التى أصَابَها الوَهَنُ، وَسَرَىَ السُّمُّ فى جَسَدِها، ثم باع البَقَرَةَ والخَروفَ كَي يُنْفِقَ عَلى زَوْجِتَه المسكينَة، فَتَأَمَّلْ لَمْ يَبْق عَلى قيْدِ الحَياةِ مِنَ الحَيَوانَاتِ فى المزْرَعَةِ إلا الفَأْرُ الَّذى أَخَذَ الحَيطَةَ، وتَعامَلَ مَعَ مُشْكِلَتِه بِجِديَّةٍ وتَفكيرٍ سَليمٍ، فى حِين لم تَسْلَمْ بَقيَّةُ الحَيَوانَات
==========================================
***(المفردات)
التجارب : الاختبارات مرة بعد مرة للتأكد من صحة الفرض .    
 المنطق : علم يعصم الذهن من الخطأ فى الفكر .  
 نغض : نكف ونخفض .   الطرف : العين والجمع أطراف . 
تستحوذ : نستولى وتحيط وتتغلب على . 
 من ثم : من هنا .    طموحنا : تطلعنا إلى الأفضل .    نستخف : نستهين .   
 أزعجت : أقلقت   لاحقاً : تابعاً والمراد تالياً .   الأولى : المراد الأحق والأجدر    رغيدة : واسعة لا عناء فيها .   هبت : هاجرت وثارت . ضائقة : المراد شدة       يهذى : يتكلم بكلام غير معقول لمرض أو غيره .   أرجاء : نواح والمفرد رجا .    يصيح : يرفع صوته فى قوة   المجنون : الذاهب العقل الجمع مجانين 
مصيدة : آلة الصيد ج مصايد . أنقذونى : خلصونى ونجونى .     تزعجنا : تقلقنا     توجه إلى : قصد      الحذر : الخوف والتيقظ .  مناصاً : ما لا يحتمل التأويل   الاستنجاد :الاستعانة والاستغاثة .   استخفاف : استهانة . 
 يتدبر الأمر : ينظر فى عاقبته  يتجنب : يتحاشى ويبتعد عن . 
  قرير العين : مسرور وراض .   هرع : أسرع فى المشى .
  يتلوى : ينفتل وينثنى ويستدير   فريسة : ما يفترسه السبع من الحيوانات والجمع فرائس    جلبة : صياح وصخب والجمع جلب .  الفخ : مصيدة يصاد بها الطيور والسباع والجمع فخاخ وفخوخ.      ظلام دامس : ظلام شديد .     الوهن : الضعف وذبول الحيوية   سرى السم : مضى وذهب وانتشر فى الجسم .   تأمل : تفكر وتدبر   .  قيد : حبل ونحوه يجعل فى رجل الدابة وغيرها فيمسكها – وعلى قيد الحياة تعنى ما زال حياً .
الحيطة : الاحتياط والمراد الحذر . عجل : أسرع
============================================
س،ج
س1 ما المقصود بكلمة إيجابية ؟
هو سلوك انفعالي يخرج من الإنسان بدون وعى يظهر الحرص على التعامل مع المواقف وإصلاح ما فسد من إخلاق .
س2 ما الذى نتعلمه من التجارب الحياتية ؟
نتعلم منها أن المنطق السليم فى التعامل مع المشكلات يقتضى منا ألا نغض الطرف عنها وألا نتركها تسيطر على حياتنا .
س3 ماذا يحدث لو تركنا المشكلات تسيطر على حياتنا أو نغض الطرف عنها ؟
سوف تؤدى تلك المشكلات إلى القضاء علينا وعلى طموحنا وسوف تؤثر نتائجها علينا لاحقاً .
س4 ما الأولى منا حين يحدث مشكلات حولنا ؟      الأولى أن نقف مع من حولنا فى مشكلاتهم ما داموا فى حاجة إلينا .
س5 لماذا نقف بجانب الآخرين وقت الشدة ؟
ج5 نقف بجانب الآخرين وقت الشدة لأنهم بحاجة إلى من يخفف عنهم ويعاونهم فى كشف هذه الشدائد والتخلص منها وحتى لا تؤثر فينا نتائجها السيئة فيما بعد .
س6 كيف كان يحيا الفأر فى المزرعة ؟        كان الفأر يحيا حياة رغيدة وفى سعة من العيش .
س7 ما الضائقة التى حدثت للفأر ؟ وما أثرها ؟
ج7 الضائقة هى أن أصحاب المزرعة جاءوا بمصيدة للفئران لصيده / وأثرها عليه أزعجت حياته وأذهبت اطمئنانه وأخذ يهذى كالمجنون يطلب من أصدقائه النجدة .
س8 بم صاحت الدجاجة ؟ وما رأيك فى موقفها ؟
ج8 صاحت الدجاجة وقالت اسمع أيها الفأر هذه مشكلتك أنت فلا تزعجنا بسماع صوتك وموقفها هذا موقف سلبى لا يجب أن يكون مع الأصدقاء .
س9 ماذا طلب الفأر من الخروف ؟          توجه الفأر إلى الخروف وقال له الحذر الحذر وطلب منه المساعدة .
س10 ما موقف الخروف مما طلبه الفأر منه ؟      قال إن الفأر هو المقصود بالمصيدة وطلب منه ألا يقلقه .
س11 ماذا فعلت البقرة حين استنجد الفأر بها ؟ استخفت البقرة بطلب الفأر وهى تضحك وتقول هأهأ فى مزرعتنا مصيدة .
س12 ما القرار الذى اتخذه الفأر بعد أن تخلى أصدقاؤه عنه ؟
ج12 قرر الفأر أن يتدبر الأمر بنفسه وأن يتجنب الوقوع فيها وابتعد فى سيره عن مكانها .
س13 ما أثر ابتعاد الفأر عن مكان المصيدة ؟   عاش قرير العين .
س14 ما الذى حدث فجأة وشق سكون الليل ؟
ج14 شق صوت إطباق المصيدة على فريستها سكون الليل وهرع الفأر إلى مكان المصيدة .
س15 ماذا رأى الفأر فى المصيدة ؟
ج15 رأى الفأر فى المصيدة ثعباناً يتلوى بعد أن أمسكت المصيدة به وأحكمت أطرافها عليه وحدثت جلبة فى المزرعة الذى عجل بقدوم زوجة صاحب المزرعة
س16 ما الذي عجل بقدوم زوجة صاحب المزرعة ؟أنها حسبت أن الفأر قد وقع فى الفخ وفى ظلام دامس أمسكت بالمصيدة
س17 ما الذي أصاب زوجة صاحب المزرعة بعد إمساكها بالمصيدة ؟
ج17 عاجلها الثعبان بعضة سامة نقلت على أثرها إلى المستشفى لعلاجها من سم الثعبان .
س18 كيف أثرت هذه المشكلة على حيوانات الغابة ؟
ج18 حيث نقلت زوجة صاحب المزرعة إلى المستشفى وكانت تحتاج إلى العناية والغذاء ذبح صاحب المزرعة الدجاجة لغذاء زوجته ثم باع الخروف والبقرة لكى ينفق على زوجته المسكينة .
س19 ما أثر تعامل الفأر مع مشكلته بجدية وتفكير سليم ؟
ج19 كان لتعامل الفأر مع المشكلة بجدية وتفكير سليم أن الوحيد فى المزرعة الذى بقى على قيد الحياة .
=========================================
***تدريبات
وَلَمَّا كَانَ المَريضُ يَحْتاجُ إلى العِنايَةِ والغِذاءِ والإنْفاقِ، فَقد قَامَ صَاحِبُ المَزْرَعَةِ بِذَبْح الدَّجَاجَةِ لِغِذاءِ زَوْجَتِهِ، التى أصَابَها الوَهَنُ، وَسَرَىَ السُّمُّ فى جَسَدِها، ثم باع
أ‌- ما مضاد (العناية) وجمع (مريض) ومعنى (سرى السم) ؟  ب- من المريض المشار إليه في الفقرة ؟ وما سبب مرضه ؟
ج- ماذا فعل صاحب المزرعة ليوفر للمريض الغذاء والإنفاق ؟   د- من الذي بقى على قيد الحياة من حيوانات المزرعة؟ولماذا؟
2- ومِنْ ثَمَّ تؤدي إلى القَضاء عَلَيْنا وَعَلى طُموحِنا و ألا نستخفَّ بالمُشْكِلَة الَّتي تَحْدُثُ قَريباً مِنَّا؛ لأنّه مِنَ الُمْمكِنِ أَنْ تُؤَثِّر َفينا نَتائِجُها لاحِقاً
أ- ما معنى (لاحقا) ومضاد (الممكن)  وجمع (طموح) ؟  ب- ما الذى نتعلمه من التجارب الحياتية
ج – ما نتائج السلبية في مواجهة المشكلات     د- إذا لم تؤثر فينا المشكلة مباشرة فربما تضرنا نتائجها . وضح
هـ - كيف كان يحيا الفأر فى المزرعة  ؟
 و- ما السبب في نجاة الفأر من وجه نظرك ؟ 
 ي- كيف أصيبت زوجة صاحب المزرعة بعضة الثعبان؟
===================================
فَهَذا الفَأْرُ الَّذي كَانَ يَحْيا حَيَاةً رَغيدَةً في المَزْرَعَةِ هَبَّتْ عَلَيْهِ ضائقة، أَزْعَجَتْ حَياتَهُ، وأَذْهَبَتِ اطمئنانَهُ؛ فَأَخَذَ يَهْذِى كَالمَجنونِ في أرْجاءِ المزْرَعَةِ وَهُو يَصيحُ
1-ما معني (يهذي) ومضاد(رغيدة) ومفرد ( أرجاء)  ؟
2- ما الضائقة التى حدثت للفأر ؟ وما أثرها ؟
3- ماذا طلب الفأر من الخروف ؟ ما موقف الخروف مما طلبه؟     
4- ما القرار الذى اتخذه الفأر بعد أن تخلى أصدقاؤه عنه؟