النص
" إنما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون * يأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون * يأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم * يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير .
====================================================
" إنما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون "
المعانى
10 إخوة المراد هنا أخوة الدين وليست أخوة النسب
فأصلحوا أى إذا تنازعوا أو تخاصموا أو تقاتلوا
اتقوا الله خافوا لله وذلك باتباع أوامره واجتناب نواهيه .
لعلكم رجاء لعل من اخوات إن وهى تدخل على الجملة الاسمية فتنصب المبتدأ ويصبح اسما لها ويبقى الخبر مرفوعا ويصبح خبرا لها .
ترحمون أى بسبب التقوى , والمضاد تعذبون و تعاقبون
الشـــــــــــــرح
في الآية ( 10) بيان بأن الجميع إخوة في الدين فهم مرتبطون برباط واحد وهو الإيمان فلا ينبغى أن تكون بينهم عداوة ولا شحناء ولا تباغض ولا تقاتل وإن وجد أمر مما سبق فيجب على الآخرين ممن يعيشون مع هؤلاء المتنازعين أو المتقاتلين أو المتخاصمين أن يصلحوا بينهم ويخلصوا في سعيهم من أجل الصلح حتى يتحقق الصلح ويتراحم الناس ويتحابوا فيما بينهم .
مظاهــــر الجمــــــال
إنما المؤمنون إخــــــــــــــــــــوة : أسلوب مؤكد بإن وشبه المؤمنين في ترابطهم بالأخوة في النسب
فأصلحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوا : أسلوب أمر للنصح والإلزام والفاء للسرعة وتعميم الأمر لأن الإصلاح ضرورة في كل الأحوال .
اتقوا الله لعلكم ترحمــــــــون : أسلوب أمر للنصح والإلزام ولعلكم تعليل لما قبلها .
====================================
" يأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون "
المعانى
11 يسخر يهزأ ويحتقر والمضاد ( يمدح ) / يقدر .
قوم رجال والجمع أقوام
عسى رجاء
خيرا المراد : أفضل وأعلى قدرا عند الله والمضاد ( شر )
ولا نساء المراد : ولا يسخر نساء من نساء
لا تلمزوا لا يعب بعضكم بعضا ومضاد اللمز ( المدح )
تنابزوا بالألقاب ينادى / يلقب بعضكم بعضا بلقب يكرهه .
بئس الاسم الفسوق قبح الخروج عن الدين بعد الإيمان
الظالمون مفردها ظالم والمراد : يظلمون أنفسهم وغيرهم
الشـــــــــــــرح
أما الآية (11) ففيها نداء للمؤمنين كى ينتبهوا إلى أن السخرية والاستهزاء بالآخرين أمر قبيح منهي عنه , وعلة ذلك أن الإنسان المسخور منه قد يكون أفضل عند الله من الساخر منه , وقد خص الله سبحانه وتعالى النساء بالتحذير لأن الاستهزاء يقع منهن بالأخريات أكثر من الرجال كما ينهى الله المؤمنين عن أن يعيب بعضهم بعضا وأن يدعو بعضهم بعضا بلقب يكرهه لأن ذلك يسبب العداوة والبغضاء والحقد كما أن ذكر الشخص بلقب لا يليق به بعد ان آمن أمر لا يليق بالمؤمن ثم يحذرنا الله من تلك الأفعال القبيحة والأخلاق السيئة ويفتح لمن وقع منه فعل منها باب التوبة كى يرجع عما فعل من السخرية بالآخرين أو اللمز والتنابز بالألقاب وإن لم يفعل يصبح خارجا عن طاعة الله " فاسقا " يستحق العقاب جزاء فعله القبيح الذى ظلم به نفسه وظلم غيره .
مظاهــــر الجمــــــال
يأيها الذين آمنــــــــــــــــــــــــــــــــــوا : أسلوب نداء للتنبيه والتكريم ويدل على حب الله للمؤمنين وخصهم بالنداء لأنهم يستجيبون لأمر الله .
لا يسخر قوم من قـــــــــــــــــــــــــــــــوم : أسوب نهى للتحذير وقوم نكرة للعموم .
عسى ان يكونوا خيرا منهـــــــــــــــم : تعليل لما قبله .
لا تلمزوا – لا تنابــــــــــــــــــــــــــــــزوا : أسلوبان للنهى يفيدان التحذير من ارتكاب هذه النواهي .
بئس الاسم الفسوق بعد الإيمــــــان : أسلوب ذم أداته بئس يفيد القبح , والفسوق والإيمان بينهما تضاد
ومن لم يتب فأولئك هم الظالمـــون : أسلوب شرط يفيد فتح باب التوبة أولئك اسم اشارة لاستحضار الصورة يفيد التحذير .
=================================================
" يأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم "
المعانى
12 اجتنبوا ابتعدوا عن ( اتركوا )
كثيرا أى أن هناك ظنا سيئا فيجب تركه
الظن الشك وجمعها " الظنون " والمقصود : التهمة بغير دليل ومضاد ( الظن ) اليقين
إثم ذنب والجمع آثام
لا تجسسوا لا تتبعوا عورات الآخرين ولا تبحثوا عن عيوبهم .
لا يغتب لا يذكر أخاه بما يكرهه وهو غائب وإن كان فيه.
ميتا أى حال ذكره بما يكرهه وهو غائب كحال الميت فكلاهما لا يشعر بما يحدث .
كرهتموه أى تنفر منه نفوسكم لو كانت صحيحة
تواب كثير قبول التوبة من عباده
رحيم المراد : واسع الرحمة والجمع ( رحماء)
الشـــــــــــــرح
وفى الآية (12) أمور يجب على المؤمن أن يتجنبها .
أ- الظــــــــــــــــن : فإن الظن إثم ولا يدخل الجنة من كان فى قلبه مثقال ذرة من إثم .
ب- التجســـــس : فإنه كشف لعورات الآخرين وإفشاء لأسرارهم .
جـ- الغيبــــــــة : وذلك بذكر الآخرين بسوء فى غيبتهم حتى ولو كان ذلك فيهم .
وينفرنا من الغيبة فيجعل من يفعل الغيبة كمن يأكل لحم أخيه ميتا ويزيد من قبح الفعل والتنفير منه فيجعل هذا الميت إنسانا وأخا للمغتاب , وأصحاب الفطرة السليمة والنفوس الصحيحة يكرهون هذا الأمر القبيح , ثم يبين الطريق السليم للخلاص من الذنوب وهو التوبة والرجوع إلى الله والإقلاع عن هذه الأفعال القبيحة الذميمة ويعلل ذلك بأن الله واسع الرحمة بعباه يقبل توبتهم ويتجاوز عن سيئاتهم إن رجعوا إليه .
مظاهــــر الجمــــــال
اجتنبوا كثيرا من الظــــــــــــــــــــــــــــــن : أسلوب أمر للنصح والإلزام وإشارة أنه ينبغى الاحتياط والبحث .
إن بعض الظن إثـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم : أسلوب مؤكد وتعليل لما قبله .
ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضـــــــــا : أسلوب نهى للتحذير من التجسس والغيبة .
أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتــــــا : استفهام للتعجب والاستنكار وصور المغتاب بمن يأكل لحما ميتا للتنفير من ذلك لأن من تقع عليه الغيبة فهو مثل الميت لا يستطيع الدفاع عن نفسه .
إن الله تواب رحيـم : أسلوب مؤكد بإن وختام مناسب لما قبله من المغفرة وقبول التوبة لمن يتوب عن المعاصي السابقة
===============================================
" يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير "
المعانى
13 خلقناكم أوجدناكم من العدم
ذكر وأنثى المراد : آدم وحواء
شعوبا مفردها شعب والمقصود بها : جماعات كبيرة
قبائل مفردها قبيلة وهى الجماعة الصغيرة .
لتعارفوا أي لتتعارفوا وتتحابوا
أكرمكم أفضلكم وأقربكم من الله
أتقاكم أي أكثركم تقوى لله
عليم أي يعلم أحوالكم سرها وعلنها
خبير جمعها خبراء والمراد : الخبير بكم وبأحوالكم الحقيقية من التقوى أو عدمها .
الشـــــــــــــرح
وفى الآية ( 13 ) يبين الله سبحانه وتعالى لنا الغرض من خلق الناس من آدم وحواء وجعلهم جماعات كبيرة " شعوبا " وجماعات صغيرة " قبائل " وهذا الغرض هو التعارف والتآلف والتواد وليس بغرض التباهي والتفاخر فالكل من أصل واحد " آدم وحواء " والتقوى هي أساس التمييز والتفريق بين الناس جميعا وهى جوهر القرب أو البعد عن الله وليست الأحساب ولا الأنساب ولا الأموال .
مظاهــــر الجمــــــال
يأيها النــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاس : نداء والناس للشمول والعموم المسلم وغير المسلم .
إنا خلقناكم من ذكر وأنثــــــــــــى : أسلوب مؤكد بإن ليوضح أن الناس من أصل واحد آدم وحواء فهم متساوون .
شعوبا وقبائــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل : العطف للتنوع والكثرة .
لتعارفــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوا : تعليل لما قبلها .
إن أكرمكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم : مؤكد بإن .
إن الله عليم خبيــــــــــــــــــــــــــر : مؤكد بإن وختام مناسب لما قبله ,عليم خبير صيغتان للمبالغة .
المناقشـــــــــــــة
س1: ما الرباط الذي يجمع بين المؤمنين ؟ رباط الأخوة في الدين
س2: لماذا يجب أن نتقى الله ؟ لعل الله يرحمنا .
س3: ما واجبات الأخوة نحو بعضهم ؟ نشر الرحمة والتسامح والإصلاح بين المتخاصمين .
س4: ما الأمور التى نهانا الله عنها في الآيات ؟ السخرية والاستهزاء بالناس , التنابز بالألقاب , الغيبة والنميمة , سوء الظن والتجسس .
س5: لماذا نهانا الله عن السخرية ؟ لأنه ربما يكون من نسخر منه أفضل منا عند الله .
س6: ما جزاء من يفعل ما نهى الله عنه ؟ يكون ظالما لنفسه ويدخله الله النار .
س7: لماذا خلق الله الناس شعوبا وقبائل ؟ حتى يتعارفوا ويتبادلوا المنافع .
الله يديمك بهذا الخير كله
ردحذفربنا يرزقك اكثر فاكثر
ردحذفالله يبارك فيك
ردحذفالله يباركك
ردحذفشكرا والله يبارك فيك وتصنع اكثر من هذه الأشياء المفيده
ردحذف