موضوع تعبير عن ثورة 25 يناير إعداد أ / رجب زايد
لمصر مكانتها عند الله ورسله فهى كنانة الله فى أرضه قد بوأها الله تعالى منزلة هامة وقيضها لتضطلع برسالة شاقة فى حماية الدين ولأهميتها حظيت فى القرآن بالذكر( ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين )وقال سبحانه وتعالى (وأوحينا الى موسى وأخية أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة )
وفى مصر مشاهد تاريخية تقيض ذكريات غالية فى جبلها المقدس والنيل المبارك والطور الذى كلم الله نبية موسى وبها الوادى المقدس وبها فلق الله البحر لموسى وبها ولد موسى وهارون ولقمان وعاش بها الخليل إبراهيم وإسماعيل ويعقوب ويوسف وعيسى عليها جميعا صلوات الله
وقد أوصى الرسول بأهل مصر لما لهم من الذمة والرحمة فقال (إنكم تستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرا) وقال أيضا (إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيفا فذلك الجند خير أجناد الارض ).....
هذة هى مكانة مصر العظيمة .... أرض الحضارة والنيل والعراقة والتاريخ حفظها الله من أى شر أوأى عدو وإن شاء الله تتحقق الرسالة التى تحملها.
هذا اليوم الذي لايشكل علامة فارقة في تاريخ مصر فحسب ، ولكن في تاريخ المنطقة ، التي لم تشهد شيئا مماثلا منذ سقوط الخلافة ، ودخول المستعمر الأوربي أرضها ليعمل فيها أقلامه ومقصاته
إنها أجيال جديدة ظنّ الطغاة أنهم تمكنوا منها في مسيرتهم للقضاء على الذاكرة الجماعية للشعوب ، وتمويه الحقائق ، وتزييف الباطل، ونسوا قضيتين حيويتين ، أولهما أن الشعور بالكرامة هو فطرة لدى الإنسان ، لاتتعلق بمحو ذاكرة الشعوب أو إثباتها ، وأن مطلب الحرية قد يتفوق وكثيرا لدى الشعوب على مطلب الخبز والأمن ، لأنهما أصلا مرتبطان به ، ارتباطا وثيقا لاينفك ولو ظن الطغاة غير ذلك.
وتعتبر هذه الثورة المصريه المجيدة ، مؤشرا بالغ الأهمية على تغيير حقيقي في الساحة الشعبية والاجتماعية والسياسية في المنطقة العربية ، ودليلا قاطعا على أن التغيير قادم لامحالة ، وعلى أن الأجيال الجديدة من شعوب المنطقة ، والتي ولدت في ظل أنظمتها الطغيانية القمعية ، ولاتعرف غيرها ، هي الأجيال التي ستحمل راية التغيير هذه ، وبأساليب سلمية جديدة كل الجدة على هؤلاء الطغاة ، الذين ألِفَهم الجيل القديم وألِفوه ، فلايملك إلا الصمت عنهم والصبر القبيح على أفعالهم الشائنة ، أوتفجيرهم وتكفيرهم ، ولايملكون إلا سحله وتكميمه ، أوشنقه و نفيه
ولقد أسدى النظام البائد إلى شعبه واحدة من أعظم الخدمات ، وذلك من خلال تأسيسه جيشا قويا سليما ، لم يكن عقائديا ، ولم يكن متشكلا من مجموعة من المرتزقة هدفهم حماية النظام ، ولم تجرثمه التشكيلات الطائفية أو الحزبية ، وضعته الدولة في خدمة الشعب ، فكان مع الشعب في تشجير الصحراء ، وفي معركة النظام والنظافة والبناء ، كما كان معه في تلك الساعة العصيبة التي قرر فيها هذا الشعب أن ينهي ذلك الحكم الذي لم يعرف كيف يكرم نفسه وشعبه
حياكم الله أيها المصريين الشجعان ، حياكم الله من شعب قوي مناضل أمين ، لقد رفعتم رؤوسنا ، وبيضتم وجوهنا ، وملأتم قلوبنا بالأمل الذي طالما كتبنا من أجله ، ورويتم أرواحنا بعبق المستقبل الجميل ، مستقبل منطقة تمور بالظلم والقهر ، وتتطلع اليوم إليكم من محيطها إلى خليجها لتتعلم منكم الدروس العظيمة ، كيف تكون الثورات ، وكيف تكون الحياة ، وكيف يستطيع شعب أن يصنع التغيير دون سفك دماء ، ولو كان الطغيان مستعدا لسفك دماء كل أبناء هذا الشعب ليبقى ملتصقا بكرسيه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق