التعريف بالشاعر
محمد عثمان جلال ( بني سويف )
ولد عام 1828 وتوفي عام 1898م بالقاهرة وهو أديب مصري التحق بمدرسة القصر العيني بالقاهرة و عمل بالترجمة وله عدد كبير من المؤلفات ومن أشهرها (العيون اليواقظ في الأمثال والمواعظ )و( الروايات المفيدة في علم التراجيدة ).
النص
يـا مَـلِكَ السُّــؤددِ والسَّعــــادةْ اسطَـعْ بجيـدِ الدهـرِ كالقـلادةْ
وانظـر فتـلك روضـة المعـانِــي ودوحــةُ المنـطقِ والبيـــانْ
فيهـا إشــاراتُ إلـى مـواعِــظْ نـافعــةٍ لكُــلِ واعٍ حافِـــظْ
ضَّمْنُتهــا أمثـالَهـا والحِكمـــا وربَّمــا استعـرتُ قـولَ الحُكمَا
ولـمْ أجـدْ لهـا سِــَواكَ أهـــلاَ ولا جَنَابًا فـي الأنــامِ سَهــلاَ
يـا مَلِكًــا فَلْتـرأفْ بِالـَّرعيـــةْ واجعــلْ أخلاقَـكَ شيـمًا سَنيَّةْ
والِ بالخيــرِ فــي الــوَرَى وَراعْ وحسِّـنِ الأخــلاقَ والطِّبــاعْ
فَسـِـر بالعَفْــوِ واقبـلِ الهَديـَّـةْ وَاستَنشـِقِ الـرَّائِحـةَ الزَّكيَّـةْ
========================================
المعانى
ملك صاحب سلطه إشارات تلميحات الورى الخلْق
السؤدد السيادة x العبودية. مواعظ ج. موعظة النصيحة الطباع ج.طبع الخُلق
اسطع المراد: اظهر واعٍ مدرك العفو برفق
جيد عنق ج. أجياد ضمنَّتها جعلتُ فيها. الهدية النصائح
القلادة حلية تعلق في العنق ج.قلائد الحِكما م. الحِكمة الزكية الطيبة xالخبيثة
انظر تأمل وتلك إشارة للقصيدة. استعرت طلبتُ والمراد: اقترضتُ.
روضة بستان ج. روض ورياض. الحُكما أصلها الحكماء م. الحكيم.
دوحة شجرة عظيمة سِواك غيرك.
المنطق الكلامُ أهلاَ مستحقا.
البيان الفصاحةُ. الأنام الخْلق ، وكل ما علي الأرض.
فلترأف بالرعية فلتكن عظيم الرحمة. شيما أخلاقا ًًوالمفرد : شيمة.
الرعية عامة الناس. سنيَّة عالية رفيعةx هابطة حقيرة
==================================================
الشرح
( ا ) يتلطف الشاعر بنصح الملك قائلا: يا ملك السيادة والسعادة اظهر واضحا دائما كالحلية في العنق وتأمل كلمات هذه الأبيات الفصيحة تجد معانيها عظيمة كالبستان الجيل ،وفوائدها كثيرة كالشجرة الممتدة الفروع والأغصان ،وستدرك ما فيها من المواعظ التي تنفع من يحفظها ،وقد جعلتُ هذه المواعظ بعض الأمثال وبعض الحكم واستعنتُ بأقوال الحكماء أيضاً ،ولم أجد غيرك يستحق النصائح الغالية .
( ب ) يا أيها الملك العظيم كن رحيما برعيتك إلي أبعد حد ،فكن صاحب عفو عمَّن يسيء منهم دون قصدٍ ،واقبلْ هديتي إليك المتمثلة في النصائح الغالية كرائحة الوردِ الزكيةِ.
=================================
مظاهر الجمال- يا ملكا : نداء يتقرب به من الحاكم غرضه التعظيم - اسطع : يشبه تحلي الملك بما يرشده له بإضاءة القلادة غالية الثمن
- ( فسر بالعفو ـ استنشق الرائحة ـ اجعل ـ انظر ) أساليب أمر الغض منها النصح والإرشاد والرجاء.
- ( فلترأف بالرعية ) تعبير فيه إيحاء بوجوب العطف على الرعية - السؤدد والسعادة : ترادف أحدث موسيقى جميلة
- بجيد الدهر كالقلادة : تشبيه للدهر بالإنسان الذي له عنق وجعل الملك الصالح كالعقد الجميل الذي يزين عنق الدهر
- فاقبل الهدية : شبه الموعظة والنصيحة بالهدية للدلالة على قيمتها - روضة المعاني : تشبيه للمعاني بالحديقة.
- ودوحة المنطق : تشبيه للمنطق بالشجرة.
– ( إشارات ، مواعظ ): جمع ونكرتان للتكثير والتعظيم.
- واستخدام ( كل ): يفيد العموم والشمول.
– ( الحِكَما – الحُكما ): تجانس صوتي له أثر موسيقي.
- ( لم أجد بها سواك أهلاَ ): أسلوب قصر للتوكيد أدواته النفي بلم والاستثناء بسوي.
- ( اقبل الهدية ): تشبيه للنصائح والمواعظ الحكيمة بالهدية وفي ذلك دلالة علي عظمتها وارتفاع قيمتها وقدرها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق