( 1 ) وفاة الملك الكامل :
وثَّقَتْ شجرة الدر العلاقة بين زوجها الصالح نجم الدين وبين قومها الخوارزمية ، وأصبحوا عوناً قوياً له في حروبه ، وبينما كان نجم الدين منهمكاً في مواجهة الأعداء على أحد الثغور، أقبلت إليه الأنباء تعلن وفاة أبيه الكامل في الثاني من شهر رجب سنة 635 هـ ، واتفاق الأمراء على :
تولية سيف الدين بن سوداء مُلْك مصر والشام ، باسم العادل .
وأن ينوب عنه في دمشق ابن عمه الجواد مظفر الدين يونس بن مودود .
أما نجم الدين فيبقى كما هو أميراً على الثغور بالشرق .
وقع هذا الخبر على نفسه وقع الصاعقة ؛ ليس لأنه فقد ملك مصر ، ولكن لما ينتظر هذه الدولة المترامية الأطراف من تفرق وتمزق ؛ فهؤلاء الأمراء الأيوبيون في مصر سيهبون مسرعين ليحققوا أطماعهم ، ويمزقوا الدولة بينهم ، منتهزين ضعف الملك الجديد ، وضعف الإدارة التي تتولى أمره ، وسوف يضعف ذلك مصر ، ونحن نريدها قوية لنواجه بِها الروم والتتار .
ثم أخذ يستعرض جيشه ، وقدرته على مواجهة تلك الصعاب ، ومنازلة هذه الأخطار ، ولم ينسَ عدوه اللدود بدر الدين لؤلؤاً أمير الموصل ، ولا غيره من كل طامع يُعّدُّ للعصيان ، ولما ضاق صدره بهذه الفِكَر ، استدعى شجرة الدر ، فأقبلت مسرعةً إليه ، وانحنت أمامه تُحيِّيه ، ثم قالت في صوت رقيق : " صباح الخير يا مولاي " .
فنظر نجم الدين إليها ، ثم قال في ألم شديد : " أعلمت يا شجرة الدر بما كان ؟! مُلْك مصر لسيف الدين بن سوداء ، ودمشق للجواد مظفر الدين يونس ، وأنا هنا على الثغور " تدبير سيودي بنا جميعاً . اتفق الأمراء على هذا الإثم لِيَثِبُوا من خلفه إلى مطامعهم القاتلة ، وإذا طال بنا الوقت ولم نصنع شيئاً مكَّنّا الأعداء من رقابنا، وسلَّمناهم مقاتلنا، وقد رأيت أن أنسحب من حصار" الرحبة "، وأدعها حتى أتفرغ لحل هذه المعضلة .
فأسرعت موافقةً على الانسحاب قائلةً : " خيراً تصنع يا مولاي ، ذلك أفضل من أن نُحصر في هذا المكان ، فما نُمضيه في الحصار دون جَدْوَى ، ننفقه في عملٍ مُجْدٍ " .
وفي أستار الظلام كان نجم الدين يمضي في طريقه مُبتعداً عن الرحبة ، ولم يبعد به السير حتى أحَسَّ بحركة في الجيش ، وسمع منادياً يَجْأر بصوته يطلب الإسراع، وإلا وقعوا في أيدي الخوارزمية ، وكانوا قد اختلفوا مع نجم الدين بسبب مطامعهم الواسعة ؛ وبَيَّتوا أمرهم على الانتقاض عليه ، فلما سنحت لهم الفرصة انتهزوها وشَقُّوا عصا الطاعة ، وأسرعوا إليه عندما علموا بانسحابه ، وهاجموه وتغلَّبوا على رجاله ، وهَمُّوا بالقبض عليه ، فتمكن من الإفلات منهم .
وأسرع بما بقي من جيشه إلى " سنجار " ليمتنع بها ، تاركاً لهم الأموال والأثقال ومعه شجرة الدر ، ولم يكد يستقر في " سنجار " حتى كانت جيوش غِياث الدين الرومي تحاصر " آمِد " أعظم مدن ديار بكر على نهر دجلة ، وفيها توران شاه بن نجم الدين ، وكان بدر الدين لؤلؤ قد أسرع هو الآخر بجيشه ، والتَفَّ حول قلعة " سنجار " مُهدداً مُتوعداً ، مُقسماً على ألا ينصرف إلا إذا قبض على نجم الدين وعلى شجرة الدر .
فاشتد الأمر بنجم الدين ، وجلس يفكر، وشجرة الدر بجانبه ، ثابتةً لا تفارقها ابتسامتها الواثقة ، تحدثه وتقول له بصوتها الحنون : " لا بأس على مولاي مما يرى ، هذا خَطْبٌ يسير بجانب عزم مولاي وحيلته الواسعة " ، فصاح وهو يهتَزُّ من شِدَّةِ ما به قائلاً : لم يبقَ عزمٌ ولا حيلةٌ يا شجرة الدر .
لم يبقَ إلا أن يَقبِضَ عَلَيَّ بدر الدين ، ماذا أصنع يا شجرة الدر ؟!، تخلَّى عني أقاربك الخوارزمية ، وخذلوني في ساعة العُسرة ، وصَوَّبوا إِلَيَّ سهامهم ، وكنت أعول عليهم في الشدائد.
فأسرعت بهدوئها قائلةً : أيتفضل مولاي ويترك لي تدبير هذا الأمر ، فَلَعَلِّي أنجح فيه ؟
لكِ ما تريدين يا شجرة الدر، فماذا أنتِ صانعة مع تلك الذئاب العاوية ؟! قالت بصوتها الرقيق : " أيأذن لي مولاي باستدعاء القاضي بدر الدين الزرزاري قاضي سنجار ؟"؛ فأمر باستدعائه ، فأقبل مُسرعاً ووقف وحَيَّاه ، فأذن له بالجلوس ، ثم أشار إلى شجرة الدر .
فقالت في ثبات : " تعلم يا شيخ بدر الدين ما نحن فيه ، وقد رأى مولاي نجم الدين رأياً يُنقذنا ويفك أسرنا ، ويُخلِّص الناس مما هم فيه من الضَّنك والعَنَت من هذا الحصار ، لكنَّ التنفيذ يحتاج إلى حِرْصٍ ودِقَّةٍ وجُرأةٍ ومهارة وحُسنِ تَصَرُّفٍ ، ولم يجد مولاي مَنْ يُحْسِنُ القيام به سواك فماذا ترى؟" قال القاضي وهو يضغط كَفَّه اليسرى براحته اليُمنَى : " أمر مطاع يا مولاي ، نحن أنصارك وأَحِبَّاؤك ورَهنُ إشارتك ". قالت شجرة الدر:" يريد مولاي أن يبعثك إلى الخوارزمية ، لِتَستميلهم بلباقتك وقوة بيانك وحسن مداخلك ، تَعِدُهم وتُمنِّيهم، وتمحو من نفوسهم كل شيء يُغضبهم من مولاي ويمنعهم من نجدته ". فرفع القاضي رأسه ونظر إلى نجم الدين ، فأسرعت تُطَمْئِنُه وتقول في ثبات : لا تَخَف أيها القاضي الشجاع ، فلن تخرج من باب القلعة الذي يَتَرَصَّد فيه الخطر، بل سَتُربط بالحبال وتُدَلَّى من السور في حالك الظلام ، من مكان بعيد عن عيون الراصدين ، أيُمكن ذلك أيها القاضي الذي ملأ الأسماع بقوة جَنانه ، ووقوفه بجانب الحق ، مُتحدِّياً كل تهديد ؟"
فهَوَّم القاضي برأسه وهو يقول في صوت خفيض: " يُمْكِن يا مولاي " ، ثم مَسَّ لحيته بأصابعه ، فابتسمت شجرة الدر ، وأسرعت قائلةً : وتستغني عن هذه اللِّحية مُؤقَّتاً يا بدر الدين ، حتى تنتهي المهمة ، فلا يعرفكَ أحد ، ولا ينتبه إليكَ إنسان . فأسرع القاضي موافقاً قائلاً في سرور : حَلٌ موفق وفكرة رائعة ! .
وفي جنح الليل والناس نيام ، كان القاضي يُدَلَّى من القلعة في بُطْءٍ وحَذَر ، حتى بلغ الأرض ، فَفَكَّ الحبال وانطلق إلى مضارب الخوارزمية ، ومعه كتاب من شجرة الدر تقول فيه : " أنتم أهلي وعشيرتي ومَحَطُّ آمالي ومَعقِد رجائي ، لم يبقَ لي في الحياة سواكم ، أعيش على أصواتكم ، وأُحِسُّ طعم الحياة بأنفاسكم ، فإلى من ألجأ إنْ تخليتم عني ؟ أإلى التتار الذين مزَّقوا دولتنا ـ وقَضَوا على زعيمنا وشتتوا شملنا ، وحرمونا عظمتنا وسلطاننا ، أم إلى الفرنج الذين يعيثون في البلاد فسادًا ، ويُهدِّدون بإبادتنا ؟!. أسرعوا إلى ابنتكم ، وأدُّوا حقَّ أبُوَّتكم وأخُوَّتكم ولكم عند الأمير نجم الدين ما تشاءون ، وأنا ضامنة لكل ما تفرضون ".
ولم يكد القاضي يبلغ مضارب الخوارزمية ويتحدث معهم ، ويقرأ عليهم الكتاب ، حتى دوَّى الأمر بالنفير فقفز الفرسان على صهوات جيادهم ، وانطلقوا مسرعين إلى سنجار ، والتفوا حول جيوش بدر الدين لؤلؤ ، وأخذوها من كل جانب ، وعلا صليل السيوف ، وارتفع صهيل الخيل ، ونشبت معركة ضارية ، نالت من جيوش بدر الدين كل منالٍ ، ثم أشرق النهار وهو ينهب الأرض بفرسه هارباً وخلفه من استطاع النجاة من أصحابه
ولم يُضَيِّع نجم الدين وقته فبعث الخوارزمية إلى " آمد " ليخلصوها من غِياث الدين الرومي ، وينقذ ابنه توران شاه من حصاره ، فنازلوا جيش الرومي ، وأوقعوا به ، وفكُّوا الحصار .
الكلمة | معناها | الكلمة | معناها |
وثقَّت | قوَّت ، أحكمت | مُنهمكاً | جاداً ، مُنشغلاً |
الصاعقة | نار تسقط من السماء(ج) صواعق | المترامية | الممتدة ، المتباعدة |
منازلة | مواجهة | اللدود | الشديد الخصام (ج) ألدَّاء |
يُعِدُّ | يجهز ، يرتب | يودي بنا | يهلكنا |
الإثم | الجريمة (ج) الآثام | يثبوا | يقفزوا |
مقاتلنا | أماكن القتل (م) مقتل | جدوى | فائدة |
يجأر | يرفع صوته (ض) يهمس | بيتوا | دبروا ليلاً |
الانتقاض | الخروج عن طاعته | سنحت | تيسرت ، أتيحت |
تحاصر | تُطَوُّق | الأثقال | الأمتعة (م) ثقل |
آمد | مدينة بالعراق | القلعة | الحصن (ج) قلاع |
خذلوني | تخلوا عني | لا بأس | لا ضرر ، ولا حرج |
خَطب | أمر (ج) خطوب | يسير | سهل (ض) عسير |
العسرة | الشِّدة | أعَوِّل | أعتمد |
العاوية | الصائحة ( صوت الذئاب ) | الضنك | الفقر ، الضيق |
العَنَت | المشقة ، التعب | راحته | كفه (ج) راحٌ |
تستمليهم | تستعطفهم | لباقتك | مهارتك |
يترصد | ينتظر ، يراقب | حالِك | شديد السواد |
جَنانه | قلبه | هوَّم | هزَّ ، أشار |
جنح الليل | ظلام الليل ، ستره | مضارب | معسكرات (م) مضرب |
يعيثون | يفسدون (ض) يصلحون | النفير | الإسراع |
صهوات | ظهور (م) صهوة | جياد | خيول (م) جواد |
الصليل | صوت السيوف | الصهيل | صوت الخيل |
س ، ج
س : كيف صار الخوارزمية عونًا لنجم الدين أيوب في حروبه ؟
ـ أو : كيف ساعدت " شجرة الدر " زوجها " نجم الدين أيوب " في التغلب على المشكلة الحاجة إلى جيش قوي ؟
جـ : صار الخوارزمية عونًا لنجم الدين أيوب في حروبه لأن شجرة الدر وثَّـقت " " العلاقة بين زوجها " نجم الدين أيوب " وبين قومها الخوارزمية فأصبحوا عونا له فى كل حروبه .
س : ما الأنباء التي أقبلت إلى " نجم الدين أيوب " ؟ وماذا كان يفعل حينئذٍ ؟
جـ : الأنباء التي أقبلت إلى " نجم الدين أيوب " :
1ـ أقبلت إليه الأنباء تُعلن وفاة أبيه الكامل في الثاني عشر من شهر رجب سنة 635هـ واتفاق الأمراء على تولية سيف الدين بن سوداء ملك مصر والشام باسم العادل وأن ينوب عنه فى دمشق ابن عمه الجواد مظفر الدين يونس بن مودود أما نجم الدين فيبقى كما هو أميرا على الثغور بالشرق .
* و كان " نجم الدين أيوب " حينئذٍ مُنهمكًا في مواجهة الأعداء على أحد الثغور.
س : بم لُقب " سيف الدين " بعد توليه حكم مصر ؟ وأين كان " نجم الدين أيوب " حينئذٍ ؟
جـ : لُقب " سيف الدين " بعد توليه حكم مصر : بالعادل.
* و كان " نجم الدين أيوب " حينئذٍ : مُنهمكًا في مواجهة الأعداء على أحد الثغور بالشرق.
س : ما وقع خبر تولية" سيف الدين " مُلك مصر على أخيه" نجم الدين أيوب " ؟ ولماذا ؟
أو : ما الخبر الذي أفزع " نجم الدين أيوب " ؟ ولماذا أفزعه ؟
جـ : وقع خبر تولية" سيف الدين " مُلك مصر على أخيه" نجم الدين أيوب " كالصاعقة ليس لأنه فقد مُلك مصر ، ولكن بسبب ما ينتظر هذه الدولة المترامية الأطراف من تمـزُّق وتشتت لأن هؤلاء الأمراء الأيوبيين فى مصر سيهبون مسرعين ليحققوا أطماعهم ويمزقوا الدولة بينهم منتهزين ضعف الملك الجديد وضعف الإدارة التى تتولى أمره وسوف يضعف ذلك مصر.
س : نجم الدين يريد مصر أن تكون قوية دائما فلماذا ؟
جـ : ليواجه بها الروم والتتار .
س : فيم أخذ يُفكر " نجم الدين أيوب " ؟ وماذا فعل حين ضاق صدره بهذه الأفكار ؟
جـ : أخذ يُفكر " نجم الدين أيوب " في مواجهة الصعاب التي ستقابله ، ومن أهمها عدوه اللدود " بدر الدين لؤلؤ " أمير الموصل وغيره من كل طامع يعد للعصيان .
* و حين ضاق صدره بهذه الأفكار ، استدعى شجرة الدر ، فأقبلت إليه مُسرعة ، وانحنت مُحيية إياه ، فقال لها : أعلمت يا شجرة الدر بما كان ، ملك مصر لسيف الدين بن سوداء ، ودمشق للجواد ، وأنا هنا على الثغور ، تدبير سيودي بنا جميعًا .
س : لماذا اتفق الأمراء على هذا الإثم ؟
جـ : ليثبوا من خلفه إلى مطامعهم الواسعة .
س : ما الذى يمكن أن يحدث إذا طال الأمر بنجم الدين ولم يفعل شيئا ؟
جـ : إذا طال بنجم الدين الوقت ولم يفعل شيئا سيمكن الأعداء من رقبته ورقاب من معه وسيسلمهم مقاتلهم .
س : " خيرًا تصنع يا مولايّ ، ذلك أفضل من أن نُحصر في هذا المكان ، فم نمضيه في الحصار دون جدوى ، ننفقه في عمل مُجْدٍ ". مَـنْ قائل هذه العبارة ؟ وما مُناسبتها ؟
جـ : قائل هذه العبارة : " شجرة الدر " .
* و مُناسبتها : عندما قـرَّر " نجم الدين أيوب " الانسحاب من حِصار الرُّحبة وسألها عن رأيها فقالت هذا الكلام.
س : ما سبب انسحاب " نجم الدين أيوب " من حِصار الـرُّحْـبَة ؟ وما موقف" شجرة الدر " من ذلك ؟ وبم علَّـلت هذا الموقف ؟
جـ : سبب انسحاب " نجم الدين أيوب " من حِصار الـرُّحْـبَة :
1ـ ليتفـرَّغ لحل مُشكلاته.
2ـ كثرة الأعداء الطامعين في القضاء عليه.
3ـ رأى أنه لا فائدة من هذا الحِصار.
4ـ رأى انه لو استمـرَّ في هذا الحِصار يكون قد مـكَّن الأعداء من رقبته.
* و موقف" شجرة الدر " من ذلك : وافقت وقالت له : " خيرًا تصنع يا مولايّ ، ذلك أفضل من أن نُحصر في هذا المكان ، فما نمضيه في الحصار دون جدوى ، ننفقه في عمل مُجْدٍ ".
* و علَّـلت هذا الموقف : بأنها قالت له أن الانسحاب أفضل من تضييع الوقت دون جدوى أو فائدة.
س : ما سبب اختلاف الخوارزمية مع" نجم الدين أيوب " ؟
جـ : سبب اختلاف الخوارزمية هو مطامعهم الواسعة .
س : لماذا لجأ " نجم الدين إلى " سِـنجار " ؟ وما الذى خلفه للخوارزمية ؟
جـ : لجأ " نجم الدين أيوب " إلى سِـنجار: ليحتمي فيها من الخوارزمية الذين انقلبوا عليه وأرادوا القبض عليه وترك لهم الأموال والأثقال وخرج ومعه شجرة الدر .
ما الخطر الذى واجه نجم الدين فى سنجار ؟
أو : بم هدد بدر الدين لؤلؤ نجم الدين ولماذا ؟
جـ : بدر الدين لؤلؤ " جاء وحاصر " سِنجار "مهددا متوعدا مقسما على ألا ينصرف إلا إذا قبض على نجم الدين وعلى شجرة الدر .
س : الزوجة الصادقة هي التي تقف بجوار زوجها وقت الشدة ، دلل على ذلك من خلال موقف " شجرة الدر " مع زوجها " نجم الدين أيوب ".
جـ: الزوجة الصادقة هي التي تقف بجوار زوجها وقت الشدة : فعندما اشتدَّ الأمر بـ" نجم الدين أيوب " ، وجد بجانبه شجرة الدر ، ثابتة لا تُفارقها ابتسامتها الواثقة ، تقول له بصوتها الحنون : " لا بأس على مولاي مما يرى! هذا خـَطْب يسير بجانب عزم مولاي وحيلته الواسعة " وأخذت تُهوِّن عليه ما هو فيه.
س : ماذا طلبت " شجرة الدر " من " نجم الدين أيوب " ؟ وما موقفه من هذا الطلب ؟
جـ : طلبت " شجرة الدر " من " نجم الدين أيوب " :
1ـ أن يترك لها تدبير هذا الأمر لعلها تنجح فيه.
2ـ أن يستدعي لها القاضي " بدر الدين الـزِّرْزَاري ".
* و موقفه من هذا الطلب :
1ـ وافق وقال : " لك ما تريدين يا شجرة الـدر ، فماذا أنت صانعة مع تلك الذئاب العاوية ؟!.
2ـ أمر باستدعاء القاضي " بدر الدين الـزِّرْزَاري " ، فأقبل مُسرعًا .
س : لماذا اختارت شجرة الدر القاضى بدر الدين الـزِّرْزَاري ليكون رسولا للخوارزمية ؟ وما موقفه من هذا الطلب ؟
جـ : اختارت شجرة الدر القاضى بدر الدين الـزِّرْزَاري ليكون رسولا للخوارزمية لأن التنفيذ يحتاج إلى حرص ودقة وجرأة ومهارة وحسن تصرف ولم يجد نجم الدين من يحسن القيام بهذا الأمر سواه .
* و موقفه من هذا الطلب : وافق وقال :" أمرك مُطاع يا مولاي ، نحن أنصارك وأحبَّاؤك ، ورهن إشارتك ".
س : لماذا طلبت " شجرة الدر " من القاضي " بدر الدين الـزِّرْزَاري " أن يحلق لحيته ؟ وما الحيلة التي لجأت إليها لإخراجه من القلعة ؟ وهل نجحت هذه الحيلة ؟ وضح ذلك.
جـ : طلبت " شجرة الدر " من القاضي " بدر الدين الـزِّرْزَاري " أن يحلق لحيته ؛ حتى يُحْكم التَّـخفِّي فلا يعرفه أحد.
* والحيلة التي لجأت إليها لإخراجه من القلعة" شجرة الدر" : أن يُربط القاضي " بدر الدين الـزِّرْزَاري " بالحبال ، ويُدلَّى من السور في حالك الظلام ، من مكان بعيد عن أعين الراصدين .
* نعم ، نجحت هذه الحيلة ، ففي جُنح الليل والناس نيام ، كان القاضي يُدلى من القلعة في بُطء وحذر ، حتى بلغ الأرض ، ففكَّ الحبال وانطلق إلى مضارب الخوارزمية .
س : اتصفت " شجرة الدر " بالذكاء والمهارة في رسم الخطط للخروج من المحن . وضح ذلك.
جـ : اتصفت " شجرة الدر " بالذكاء والمهارة في رسم الخطط للخروج من المحن ، حيث اتضح ذلك في هذا الموقف :1ـ فعندما حاصرهم " بدر الدين لؤلؤ " في " سِنجار " ، وأقسم وهـدِّد وتوعَّـد ألاّ ينصرف إلاّ إذا قبض على " نجم الدين أيوب " و " " شجرة الدر " ، وقفت ثابتة ولم تخف و طلبت من" نجم الدين أيوب " أن يترك لها الأمر ، وتضع خُطة للاستعانة بقومها من الخوارزمية ، وترسل إليهم تستعطفهم ، ثم وضعت خطة لإيصال الرسالة إليهم عن طريق القاضي " بدر الدين الـزِّرْزَاري"، ثم وضعت خطة لإخراجه من القصر دون أن يراه أحد وبالفعل تنجح الخطة ، ويصل بالرسالة إلى الخوارزمية ويستجيبون لها ويأتون لإنقاذها.
س : استثارت " شجرة الدر " عاطفة قومها نحوها . وضح ذلك.
جـ : استثارت " شجرة الدر " عاطفة قومها نحوها ، حيث أرسلت إليهم برسالة تقول لهم فيها : " أنتم أهلي وعشيرتي ، ولم يبقَ لي في الحياة غيركم فإلى مَنْ ألجأ إذا تخليتم عني ؟ أئلي التتار أعدائنا ؟ أم إلى الفرنج الذين يريدون القضاء علينا ؟ أسرعوا إلى ابنتكم وأدُّوا حق أبوتكم وأخوتكم ، ولكم عند " نجم الدين أيوب " ما تشاءون ، فاستجابوا لها.
س : ما موقف الخوارزمية من طلب شجرة الدر ؟ استجابوا لطلبها وقفز الفرسان على صهوات جيادهم وانطلقوا مسرعين إلى سنجار والتفوا حول جيوش بدر الدين وأخذوها من كل جانب ، ونشبت معركة دامية نالت من جيوش بدر الدين كل منال .
س : كيف نجا " توران شاه " من الحِصار في " آمِد " ؟
جـ : الخوارزمية بعد أن فكوا حصار" نجم الدين أيوب " و " شجرة الدر " ، لم يضيعوا الوقت وانطلقوا إلى " آمد " ليخلصوها من " غـيَّاث الدين الـرُّومِيّ " ، ويُنقذوا " توران شاه " من حِصاره ، فنازلوا جيش غياث الدين وأوقعوا به وفكوا الحِصار.
هناك تعليقان (2):
جزاك الله كل خير على هذا المجهود الرئع
(فلا يعرفك احد ) علاقتها بما قبلها
إرسال تعليق