عباد الرحمن
أولا النص:
" وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66) وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67) وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (70 (
المفردات:
الكلمة | مرادفهـــا |
هونـاً | الهون هو الرفق واللين والسكينة والوقار |
خاطبهم | وَجَّهَ إليه كَلاماً. |
الجاهلون | (ج) جَاهِـلٌ وله معنيان : ضِدُّ العِلْم أوضد الحِلْم وهو المقصود |
قالوا سلاَمًا | يقولون للجهال كلاما يَدْفَعُونًهم به برِفْقٍ ولِينٍ وبأَدَبٍ مُقَابِلَ السَّفَهِ |
يبيتون | من البيتوتة وهي إدراك الليل سواء نام فيه أم لا |
مستقرًّا | منزلا |
ومُقَاما | مَحَلُّ السَّكَن والإقامة. |
غراماً | ملازماً وثابتاً |
يسرفوا | من الإسراف وهو الإفراط في الانفاق والمأكل والمشرب |
يقتروا | من الاقتار وهو التقليل والتضييق في الانفاق الى حد التفريط |
قواماً | اعتدالاً وتوسطاً |
الشرح
من خلال الآيات الشريفة السابقة تتبين لنا عظمة أولئك العباد المكرمين المستمدة من مواصفاتهم الكريمة، حيث انهم يعيشون الخشوع والتذلل لله تعالى في كل أحوالهم وتقلباتهم، فترى الواحد منهم غير مترفع ولا متكبر على غيره من الناس، وفي نفس الوقت لا يجهل إذا ما جهل عليه بل يرد الاساءة بالاحسان والجهل بالسلام. هذا في النهار، أما في الليل فيعبرون عن ذوبانهم في طاعة الله ، أسمى آيات التعبير فيفترشون الأرض بجباههم ويحيون ليلهم بسجودهم وقيامهم، داعين ربهم بقلوب واجفة ربنا اصرف عنا عذاب جهنم، إن عذابها العذاب الأعظم الأخطر الأدوم وإن مستقرها ومقامها هو الأسوء في المستقرات والمقامات.أما في الأمور القضائية فإنهم يعتمدون قول الحق ولو على أنفسهم، ويشعرون برقابة الله في احوالهم كلها، فلا يسمحون لأنفسهم أن يقولوا غير الحق أو أن يشهدوا باطلاً وزوراً، وزيادة على ذلك فانهم إذا مروا بأهل اللغو والمعاصي حال لغوهم مروا معرضين عنهم منزّهين أنفسهم عن الدخول فيهم والاختلاط بهم ومجالستهم.هم أهل الله الذين إذا تليت عليهم آيات الرحمن أو ذكروا بها لم يسقطوا عليها سقوط الصم الذين لا يسمعون والعميان الذين لا يبصرون، بل تفكروا فيها وتعقلوها، فأخذوا بها عن بصيرة وآمنوا بها عن هدى.إنك ترى الواحد منهم يدعوه سبحانه أن يجعل له من زوجه وذريته قرة أعين بصلاحهم وتقواهم وورعهم وخدمتهم للاسلام، ويدعو الله لنفسه ان يجعله من الذين يسارعون في الخيرات ويتسابقون عليها، وأن يجعله إماماً للمتقين في هذا السياق.وفي النهاية ، يبشر الله سبحانه هذه الثلة المؤمنة بجنات النعيم الخالدة، حيث لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ذلك بما صبروا على طاعة الله، وعن معصيته وبما جاهدوا به انفسهم، نعم الثواب وحسن أولئك رفيقاً.
مواطن الجمال
وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ: تعبير فيه تكريم للمؤمنين حيث اختصهم بعبودية الله وهو تشريف لهم
الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا : تعبير يدل على السكينة والهدوء واستخدام المضارع (يَمْشُونَ) يفيد التجدد والاستمرار
وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا : أسلوب شرط يوضح حرص المؤمنين على السلام والكلام الطيب حتى مع المشركين والجاهلين
وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا :تعبير يدل على حرصهم على طاعة الله ليلا ونهار واستخدام المضارع (يَبِيتُونَ) يفيد التجدد والاستمرار أما التضاد (سُجَّدًX قِيَامًا) فهو يفيد التوكيد
وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا : (رَبَّنَا) أسلوب نداء حذفت أداته للدلالة على قرب الله منهم أما الامر (اصْرِفْ) فهو للدعاء والتمنى { الأمر من الأدنى للأعلى دعاء وتمنى }
عَذَابَ جَهَنَّمَ : تعبير يدل على شدة العذاب حيث جنهم درجة من درجات النار
إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا : أسلوب مؤكد بـ (إِنَّ) واستخدام الفعل الماضى (كَانَ) مع شئ سيتحقق يوم القيامة يفيد الثبوت والتحقق (غَرَامًا) نكرة للتهويل
إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا : أسلوب مؤكد بـ (إن) والترادف (مُسْتَقَرًّا - َمُقَامًا) يؤكد المعنى
وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا: أسلوب شرط يؤكد اعتدل المؤمنين فى الانفاق واستخدام التضاد (يُسْرِفُوا x َيقْتُرُوا) يؤكد هذا المعنى اما المضارع (يُسْرِفُوا - يَقْتُرُوا ) فيفيد التجدد والاستمرار , وتكرار النفى (لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا) للتوكيد
وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا : تعبير يدل على تعدد المراتب بين الاسراف والبخل
لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ : أسلوب نفى يؤكد توحيدهم لله عز وجل اما تنكير (إِلَهًا آخَرَ) فيدل على العموم والشمول لأى إله سوى الله
وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ : أسلوب قصر {نفى - استثناء} يفيد التوكيد والتخصيص
وَلَا يَزْنُونَ : أسلوب نفى يدل على عدم وقوعهم فى الزنا وهى من صفات عباد الرحمن
وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا : أسلوب الشرط يفيد قلة وقوع المؤمنين فى هذه الاخطاء ومع هذا فعقابهم قوى ان وقعوا فيها و(أَثَامًا) نكرة للتهويل
يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : تحذير من الوقوع فى هذه الموبقات حيث يضاعف العذاب وكذلك يخلد فى النار
(وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا) تعبير يدل على شدة العذاب مع استمراره للابد وما فيه من اهانة لهم
إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا : أسلوب استثناء يوضح طريق العودة لرضى الله بالتوبة والايمان والعمل الصالح
فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ : تعبير يشجع العصاة على التوبة حيث يبدل الله سيئاتهم حسنات
وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا : الفعل الماضى (كَانَ) يفيد الثبوت والتحقق أما (غَفُورًا رَّحِيمًا) فهى صيغة مبالغة تفيد الكثرة والتكرار
التدريبات
1- "وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا(63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِم ْسُجَّدًا وَقِيَامًا(64) "
أ – وضح معنى (هَوْنًا ) ، ومفرد (عِبَادُ) ، وجمع )لْأرْضِ) ب – فسر الآيتين بأسلوبك .ج –ماذا ترى من جمال في قوله تعالى (سُجَّدًا وَقِيَامًا( ؟
د - كيف يواجه عباد الرحمن الجاهلين ؟
2- "وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا(65)إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا(66) "
أ – وضح معنى (اصْرِفْ ) ، وجمع (عَذَابَ ) ب – فسر الآيتين بأسلوبك
ج – ماذا ترى من جمال في قوله تعالى (إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا)
د - كيف يستعد عباد الرحمن للموت ؟
3- "وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا(67) وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ آثاما(68) "
أ – وضح معنى (يَقْتُرُوا) ، وجمع (النَّفْسَ) ب – فسر الآيتين بأسلوبك .
ج –ماذا ترى من جمال في قوله تعالى (وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ آثاما(
د - كيف يكون في الإنفاق إسراف أو تقتير كما فهمت من الآية الأولى؟
4-"يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا(69) إِلا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا(70)"
أ – وضح معنى (يبَدِّلُ) ، ومفرد (سَيِّئَاتِ ) ، وجمع (عَمَلا)
ب – فسر الآيتين بأسلوبك .
ج – ماذا ترى من جمال في قوله تعالى (وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)
د - كيف تكون التوبة مقبولة كما فهمت من الآية الثانية ؟
5- "وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا(75)خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا(76 (
أ) ما المقصود بـ"الغرفة" ومضاد "يجزون- حسنت " ومفرد "خالدين" وجمع "الغرفة"
ب) ما جزاء عباد الرحمن ؟ وكيف تكون عبداً من عباد الرحمن ؟
ج/ماذا ترى من جمال في قوله تعالى" خَالِدِينَ فيها- حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا" ؟
هناك 4 تعليقات:
طيب شرح جميل فين الاجابات
ياريت يااستاذ رجب تطلعلى من الايه فعل مضارع مجزوم- وفعل مضارع مرفوع-وخبر لحرف ناسخ
شكرا جزيلا
شكرا على واجب
إرسال تعليق